الاثنين، 28 يناير 2019

مَنَازِلُ الدُّعَاءِ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

مَفَاتِيحُ عُلُومِ التَّكْوينِ

مَنَازِلُ الدُّعَاءِ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ


الْحَمْدُ لله ' رُبَّ الْعَالَمِينَ '، حَمِدَا لَا يُبْلِغُ مَدَّاهُ الحا مُدَوَّنَ، وَلَا يُدْرِكُ حَدُّهُ الْحاسِبُونَ، حَمِدَا فَوْقَ كُلَّ حَمْدَ، وَأَكْبَرَ مِنْ كُلَّ حَمْدَ، تَبَارُكَ وَتَعَالَى اللهُ رُبَّ الْعَالِمِينَ.
الله تعالى ليس كمثله شيء فهو مالك كل موجود {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} (سورة ق 16)
الذي لا أحد يعرفه في التكوين ما من شيء يمر في السماوات والارضين حتى يطلب اذن بذلك  أي دعاء لا يصعد  دون حصول اذن الله بطلب الدعاء بمعنى سبحانه وتعالى خلقنا وهو يعلم كل منا من يكون وما يجول في خاطره ما الذي يحتاجه وما نتمناه يريد منا تعالى ان نعرف لغة الدعاء واساسيات الاستجابة اليه قوله تعالى { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60) اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (61) ذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ } (سورة غافر 60 - 62) هنا واحده من اهم المعادلات التكوينية الصعبة الا وهي العلاقة بين الدعاء والعبادة وهي احدى دعائم انشاء التكوين قوله تعالى { وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (55) وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ } (سورة الذاريات 55 - 59) تكمل هذه الايات الكريمة تلك العلاقة بين الدعاء والعبادة من الأخطاء الشائعة التي ينحرف بها بعض أولاد ادم ومنها حين يفرغ من صلاته يعقب بخلط الدعاء ما بين الولي والله وهذا لا يجوز اطلاقا حيث وانت في المنزل او العمل فان الرحمن أقرب اليك من أي شيء مبارك. من ناحية أخرى العبد ان تقرب الى الله بما يعرفه من عظمة جلال الله يكون اعلى وأقرب عند الله من أي ملك مقرب وهذا يمثل روح العلاقة بين العبد وربه على تكون مجرده من منفعة العبد الفورية من اجل هذا بشر الله تعالى الصابرين وجعلهم من احبابه ومن احبه الله تجلى في علاه الفوز العظيم قوله الشريف {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} (سورة آل عمران 146) من ميزان حسابات العبد كلما ازاد صبرا على البلاء (الامتحان) كلما زاد قدره عند الله من أوامر القيادة عندما تنكسر احدى اجنحة القائد عليه الوقوف لإعادة حساباته وتعزيز خطواته الضعيفة ليتم الانتصار بما ان الحياة معركة مهمة في حياة الانسان معركة المصير اما الخلود في الجنة او الخلود في النار هناك ما بين الاثنتين حكم (احقابا) وبما ان كل ابن ادم خطاء وجوب الوقوف وعدم الاستمرار في الطغيان والغي اول خطواته الصدق امام نفسه كي يكبح جماحها بالسوء ليعلن التوبة الصادقة الى الله وقوله تعالى في الصدق سورة آل عمران الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ (17) سورة المائدة قَالَ اللهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (119) سورة التوبة يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119) سورة يوسف وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (27)سورة يوسف قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (51) سورة الأحزاب لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا (8) سورة الأحزاب لِيَجْزِيَ اللهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (24) سورة الأحزاب إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35) سورة الحجرات إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (15)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق